الشتاء غنيمة العابدين

فعلى الرغم من أن فصل الشتاء يمثل لكثيرين مجرد نزلات البرد وأنفلونزا واكتئاب، كما أنه يمثل آخرون مجرد عائق للخروج والتنزه، سواء بسبب مطر، أو برد وريح شديد، أو لأن نهاره قصير وليله شديد البرودة و هو ليس كذلك عند رسول الله صلى الله عليه و سلم و الصحابة
فقد خص النبي (ص) فصل الشتاء بحديث شريف، حيث قال: "الشتاء ربيع المؤمن، طال ليله فقامه وقصر نهاره فصامه".
و كان أبو هريرة رضي الله عنه يقول : ألا أدلكم على الغنيمة الباردة ، قالوا : بلى، فيقول : الصيام في الشتاء [وصححه الألباني رحمه الله]
قال عمر رضي الله عنه: "الشتاء غنيمة العابدين".
وقال ابن مسعود: "مرحباً بالشتاء تتنزل فيه البركة ويطول فيه الليل للقيام، ويقصر فيه النهار للصيام".
وقال الحسن: "نعم زمان المؤمن الشتاء ليله طويل يقومه، ونهاره قصير يصومه". ولذا بكى المجتهدون على التفريط - إن فرطوا - في ليالي الشتاء بعدم القيام، وفي نهاره بعدم الصيام.
ورحم الله معضداً حيث قال: "لولا ثلاث: ظمأ الهواجر، وقيام ليل الشتاء، ولذاذة التهجد بكتاب الله ما باليت أن أكون يعسوباً".
هذا حال السلف فهلموا لنقتدي بهم لعل الله أن يرحمنا ولنتذكر اخوانا لنا مسلمون يعصف بهم الشتاء ولا غطاء يحميهم ولا ملبس يدفيهم فتذكروهم وأمدوا أيديكم لهم بما تجود أنفسكم فمن فرج عن أخيه كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة...


تعليقات