رياح التغيير في العالم العربي

الحمد لله على ما نحن عليه و الحمد لله على ما سيكتبه الله لنا
العالم العربي
 في حركة لا مثيلة لها في تاريخه, من الغرب إلى الشرق
في ثورات متتالية.. شعوب أرادت في هذا العصر الذي يمتاز بوعي جزء كبير من أفراده أن يخرج  ليس للفوضى و ليس للتخريب و لكن خرج ليقول كلمة الحق  ضد الفساد  و ضد نهب خيراته و الإستلاء عليها من أقلية عشقت السيطرة و زاد عشقها للتسلط هكذا هُمْ و استقر الحال بهم في مناصب ظنوا أن الشعب هو الذي أختاره لهم ..متى كان للشعب كلمة؟؟ حتى الإنتخابات كانت مزورة لتصل في بعض الدول إلى 99.99% 
جميل أنهم تركوا نسبة ضئيلة للمعارضة لإظهار المصدقية أمام الرأي العام....الآن فقط شعرت شعوبنا بحرية القول 
ولكن  توالت عليه بالفتن و القمع و الإعتقالات
و  أرى أن رقعة الشعب مع السلطات لم تكن جديدة و التفاوت بينهما مع استمرار الظلم كقطرة الماء التي تثقب الحجر ليس بشدتها و لكن بالتواصل... شعبنا تحمل الكثير.. تحمل الإستعمارالغربي و إن خرج ترك أعوانه يلوثون مياهنا... تحمل مبايعة حكوماتنا لمن يقتلونا إخواننا... تحمل سرقة أمواله و هو يتخبط ليجد قوت يومه.....تحمل الظلم و التسلط....
تحمل مشاهدة الفساد و هو ممنوع من الإصلاح و الآن ما إن خرج شعب من شعوب أمتنا إلا أعطى للآخر الشجاعة  للكلام ..فتتالت المسيرات و لكل واحدة منها مطالب خاصة به, بعضها لم تريد الإصلاح فقط و  لكن لإسقاط نظاما كاملا من الرئيس إلى كل ما كان له الصلة بالفساد و منها مسيرات الإصلاح متمسكة بقائدها و ضد الفساد
و لكن رأينا طريقة الرد تقريبا كلها متشابهة.. "قص و لصق"....عملية يستعملها الأطفال في انشطتهم و نراها ايضا في الشبكة و لكن ما كنت أظن انها عملية يتبعونها السياسيون في ردهم عن أي  مسيرة : أولا بتجاهل ثم إعتقالات ثم قمع ثم قتل و ما يزيد هذا إلا قوة لأي مسيرة و ربما يتصعد سقف المطالب لبعض المسيرات من مطالب الإصلاح الإجتماعي إلى مطالب سياسية...و لم يستثنى هذا الدول الغنية من الأمة العربية و هي دول الخليج : تظاهرات في البحرين و في سلطنة عمان و مسيرات أخرى ستكون في الكويت و المملكة السعودية الأسبوع القادم ,بعض التحركات الإحتجاجية المخفية في قطر لم تعلن عنها الجزيرة كباقي التحركات العربية(؟)... و مطالبها كلها للإصلاح و هذا حق  كل مسلم غيور عن دينه و دنياه.
و أتمنى أن لا يتم إسكات أفواه الشعوب لأنها إن نطقت لن ترجع للصمت ....لكم الإختيار:  سماعها أم قتلها...؟؟
و قبل أن انهي كلامي أحيي مرة أخرى صاحب الجلالة السلطان قابوس وما كلامي هذا مجاملة للحكومة و لن أكون أبدا من هؤلاء الذين  يمجدون أي حكومة ملأت جيوبها بالرشاوي و لكن إعجاب لشخصيته الفريدة عن باقي حكام العرب ..إعجاب بما يسعى له من أجل عُمان بقلب صادق  حتى حاز بحب الجميع سوى المواطن  أو الوافد, وقف  الآن بجانب أبنائه في مطالبهم برغم ما رأينا ببعض التجاوزات من طرف الأمن و من طرف بعض الأيادي الغاضبة...الآن عمان عليها أن تحرص كل الحرص أن لا يتسلل في قضيتها أي عناصر فاسدة تسقط مطالب الشعب و أن يكون شبابها واعي ليصد أمام أي فتنة ممكن تسير به بعيد عن ما كان يهدف إليه.. و اتمنى فعلا أن يبتعد أي إعلام  خارجي فالشعب أعلم بأموره  لا يحتاج لفلسفة خارجية ممكن تفرق بين أفراد الشعب الواحد و أن يكون الإعلام الداخلي هو صدى للشارع العماني بكل مصدقية  و هذه نقطة اخرى يجب تصحيحها في عالمنا :الإعلام العربي ..

اللهم أحمي عمان و سلطانها و احمي سائر بلاد المسلمين
قال الله تعالى
وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ.


تعليقات