الأمل و النسيان


يقول تعالى:
(وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا)،
إننا نعيش هذه الكلمات في كل لحظة من حياتنا، فلو أراد أحدنا أن يحصي النعم
التي تفضل الله بها على أي واحد منا لا يستطيع،

و من النعم التي استوقفتني و كثيرا منا لا يعي بوجودهما
النسيان والأمل .
1- فالأمل يكمن فيه مدد الرجاء وتندمل به الجفون القريحة ،
 وتلتئم به القلوب الجريحة ،
فلا نبتئس اذا ما تكدرت صفوة أيامنا
بعض السحابات العابرة من عثرات الدهر
فلا بد معها  من الأمل الموعود
فالروض الذابل تجده في انتظار الربيع ليحيا و ينتعش

و اعظم امل أن يعيش المسلم و بين عينيه صورة الجنة التي يتمناها بشده
و لو قصرت أعماله ...
هذا الأمل و حسن الظن بالله سيجعله يسعى أن يعطي لنفسه المحيط الرباني
لكي لا يتعكر و ينزلق في حفر الدنيا المظلة

2- أما نعمة النسيان فماذا كان يصنع الأسى بالقلوب الوالهة إذا لم يمح النسيان
من الذهن صورة اقرب الناس و هي تغادر الحياة
أو الحبيب الراحل أو الهاجر
فلنتصور دوام هذه النار على نياط القلب وأعصاب الجسد ،
هل نستطيع الحياة من غير لحظات النسيان ؟
لكنها والحمد لله لا تدوم .

فتستمر بنا الحياة بلحظات من النسيان  و بإبتسامات الأمل
حتى نجد انفسنا في آخر محطات الحياة...
 
كل من عليها فان و يبقى وجه ربك ذو الجلال و الاكرام